في مشهد روحاني غير مسبوق، شهدت جماعة تافرست صباح عيد الأضحى المبارك يوم 2025/6/7 الموافق لـ 1446/12/11 إقامة صلاة العيد لأول مرة بشكل جماعي في ساحة القطب الاجتماعي بمركز الجماعة، في حدث ترك أثراً بالغاً في نفوس الساكنة.
فمنذ الساعات الأولى من الصباح، بدأ المصلون يتقاطرون من دواوير الجماعة، دوار بوحيدوس، دوار إرزوقن، دوار حمودة – تفرست المركز، وهم يرتدون أجمل ما لديهم من لباس العيد، تغمرهم الفرحة وتعلو وجوههم البهجة، متجهين إلى المصلى الجديد لأداء الصلاة في مشهد مليء بالتآخي والتلاحم المجتمعي.
هذا الحدث التاريخي في الجماعة، الذي جمع لأول مرة هذه الدواوير في مصلى واحد، لقي ترحيباً واستحساناً كبيرين من طرف الجميع، لما حمله من دلالات على وحدة الصف وتكريس قيم التعاون والتآزر بين أبناء المنطقة.
وقد ألقى الإمام خطبة مؤثرة تناول فيها معاني عيد الأضحى من خلال “قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام وابنه إسماعيل”، مشدداً على قيم الطاعة المطلقة لله عز وجل، والإخلاص في العبادة، بعيداً عن أي غرض مادي أو دنيوي. كما تطرق إلى أهمية صلاة الجماعة في تعزيز الروابط الاجتماعية.
وفي محور مهم من الخطبة، تحدث الإمام عن “صلة الرحم”، داعياً إلى استثمار أجواء العيد لتقوية الروابط العائلية، وزيارة الأقارب، وتفقد أحوالهم، لما لذلك من أثر إيجابي كبير في تعزيز قيم التضامن والتكافل الأسري.
كما أشار الإمام إلى قرار أمير المؤمنين الملك محمد السادس، الذي ارتأى أن يُذبح الأضحية نيابة عنه وعن شعبه هذا العام، نظراً للظروف المناخية التي أثرت على القطيع الوطني، وهي بادرة تجسّد حرص جلالته على المصلحة العامة.
وقبل ختام الخطبة، عبّر الإمام عن شكره العميق لكل من ساهم في إعداد هذا المصلى وتنظيم الصلاة، مشيداً بالمجهودات الجبارة التي بذلها أبناء المنطقة لإحضار وتجهيز المصلى، ما ساهم بشكل كبير في توفير أجواء مريحة وخاشعة للمصلين.
وفي ختام الصلاة، رفع الإمام الدعاء لأمير المؤمنين الملك محمد السادس نصره الله، بأن يحفظه ويقر عينه بولي عهده الأمير مولاي الحسن، وأن يبارك للشعب المغربي.
فيديو:
صور:
